صاروخ فرط صوتي ومركبة فضائية و 6G... القفزة التكنولوجية للصين تحبس الأنفاس

صورة تعبيرية
تبذل الصين جهوداً حثيثة للتربع على عرش الريادة التكنولوجية عالمياً، مستثمرة مئات المليارات من الدولارات في تطوير الروبوتات وتقنيات الذكاء الاصطناعي والإلكترونيات الدقيقة والطاقة الخضراء وغيرها.
وتندرج تلك الجهود في سياق استراتيجية "القوة الناعمة" التي تستخدمها بكين لتعزيز نفوذها عالمياً. وهي أعلنت في أيار (مايو) 2015، عن خطة استراتيجية ترمي إلى تعزيز قدرتها التنافسية في الصناعات المتطورة والتكنولوجية تحت شعار "صنع في الصين 2025"، في محاولة كسر الهيمنة الأميركية بعد العقوبات التي فرضتها واشنطن على شركات صينية، وخصوصاً هواوي، بتهمة التجسس لصالح بكين.
في المقابل، تتصاعد مخاوف الولايات المتحدة من تقدم الصين التكنولوجي في عدة مجالات حيوية وتخطيها المحتمل للريادة الأميركية التقليدية. وفي نهاية أيلول (سبتمبر) 2021، دعت وزيرة التجارة الأميركية جينا رايموندو إلى العمل مع الحلفاء الأوروبيين على منع الصين من الوصول إلى التقنيات الأكثر تقدماً.
وتشمل الحرب الباردة الأميركية - الصينية قطاعات عدة، أبرزها:
سباق التسلح
يطمح الرئيس الصيني شي جينبينغ لأن تصير دولته قوة عظمى تمتلك جيشاً من الدرجة الأولى، ما يدفعه إلى بناء قواته الاستراتيجية في كل المجالات، ومضاعفة الترسانة النووية أربع مرات، وصنع صواريخ باليستية عابرة للقارات، وقاذفات نووية، وغواصات مسلحة نووياً، ودفاعات صاروخية جديدة، فضلاً عن صواريخ تفوق سرعتها أضعاف سرعة الصوت.
وفي كانون الثاني (يناير) 2007، أطلقت الصين صاروخاً مضاداً للأقمار الاصطناعية من قاعدة "شيتشانغ" الفضائية، وتمكنت من تدمير المركبة الفضائية للأرصاد الجوية "فنغيون - 1 سي" على ارتفاع 865 كيلومتراً.
وتضاعف الصين جهودها في المجالات الاستراتيجية لليزر والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت. أما واشنطن، فتقلق من قدرة الصين على إدخال هذه الصواريخ إلى المدار حول الأرض مع إمكانية تحميلها برأس نووي، وإعادة إطلاقها نحو هدفها على الأرض، في عملية يصفها خبراء التسلح بـ"نظام القصف المداري".

والصيف الماضي، أجرت الصين اختباراً على نظام محدث، دخل من خلاله صاروخها المدار، وأكمل دائرة كاملة حول الأرض بلغت نحو 40 ألف كيلومتر، ليصبح مطابقاً للقصف المداري الجزئي.
ومع دخول الأجيال الجديدة من الطائرات والسفن والعربات المدرعة في الخدمة، هل يتحول ميزان القوى لصالح الجيش الصيني؟
السباق على الفضاء
مع تقاعد "محطة الفضاء الدولية" في نهاية العقد الحالي، تركز الصين على محطة "تيانغونغ" الوطنية الصغيرة، وقد تصير الوحيدة التي تمتلك قاعدة مأهولة في مدار الأرض اعتباراً من 2024 أو 2028.

في المقابل، سقط حطام صاروخ "لونغ مارش 5 بي" الصيني في المحيط الهندي في 9 أيار (مايو) 2021. وتحطم الجزء الأكبر منه أثناء دخوله الغلاف الجوي للأرض. وكانت مواقع الرصد الأميركية والأوروبية تتبعت مسار الصاروخ الخارج عن السيطرة، محذرة من مخاطر الأضرار المحتملة عند سقوطه.
السباق الرقمي
في 2021، عملت الصين على تطوير جهازي كمبيوتر عملاقين قادرين على تخطي مستوى السرعة التي تقاس بـ"إكسافلوب"، أي ملايين أضعاف قدرة الكمبيوتر الشخصي. وستقوم بإضافة معالجات إلى حاسوبي "تياهان-3" و"تايهو لايت"، بدلاً من اختراع بنية جديدة.

وتتجه بكين نحو الحوسبة الكمومية. وفي وقت يرتكز الحاسوب التقليدي في عمله على نظام ثنائي يتمثل بـ"0" أو "1"، أو ما يُعرف بـ"البت" (Bit)، يعتمد الحاسوب الكمي على وحدة "الكيوبت" (Qubit)، أو وحدة البت الكمي، ما يعزز قدرات الحواسيب بشكل مدهش.
سباق الاتصالات
واحتلت شركة "هواوي" للاتصالات المركز الأول في عدد براءات الاختراع في الاتصالات اللاسلكية، رغم تفشي جائحة كورونا والضغوط الناتجة عن العقوبات الأميركية.

وفي مطلع عام 2019، تحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في حسابه عبر "تويتر" عن ضرورة اعتماد الجيل السادس "في أقرب وقت ممكن".
إلى ذلك، تعهدت الصين بتحقيق اختراقات بارزة في التقنيات الروبوتية الأساسية والمنتجات المتطورة ذات الصلة مع حلول عام 2025، فهل تكسر هيمنة واشنطن على عالم التكنولوجيا؟