"خائفون من العقاب"... موسيقيّون أفغان يسلّمون آلاتهم
01-09-2021 | 17:41
المصدر: النهار العربي

طلاب موسيقى أفغان
يسيطر الخوف على الطلاب والموظفين في المعهد الوطني الأفغاني للموسيقى ANIM" "، على خلفية إعلان حركة "طالبان" بعد سيطرتها على كابول أنها ستحظر الموسيقى في البلاد، وفق تقرير نشره موقع "بي بي سي".
وأكد مؤسسه ومدير المعهد، الدكتور أحمد سرماست في حوار مع "بي بي سي"، أنه تم بالفعل إغلاق أبواب المعهد وقال: "جميع الطلاب خائفون وقلقون. إنهم يفهمون بوضوح أنهم إذا عادوا إلى المدرسة، فربما يواجهون عواقب أو سيعاقبون على ما فعلوه".
وقال إن بعض الطلاب سلّموا بالفعل آلاتهم الموسيقية إلى المدرسة عندما استولت "طالبان" على كابول، لأنهم اعتبروا أن هذا الإجراء أكثر أماناً من إبقائها في المنزل، حيث يمكن أن يعثر عليها مقاتلون من الحركة المتشددة.
وازدهر معهد الموسيقى في كابول، تحت قيادة سارماست لأكثر من عقد من الزمان، وتمت الإشادة به لإعادة الموسيقى إلى فصولها الدراسية بعد حكم "طالبان" في الفترة ما بين عامي 1996 و2001. ودرس الطلاب من الجنسين في الغرفة نفسها، وهو أمر نادر في أفغانستان، وكانوا يمارسون الموسيقى الكلاسيكية الأفغانية والغربية.
التاريخ يعيد نفسه؟
ووصف سارماست، متحدثاً من ملبورن في أستراليا، حيث يزور عائلته منذ منتصف تموز (يوليو)، عودة "طالبان" بأنها "وقت تدمير أحلامنا والأمل والإلهام للمستقبل".
وقال إنه كان يدرك بعد سقوط كابول أن طاقمه وطلابه قد يكونون مستهدفين من قبل المسلحين، وأمر الجميع بالعودة إلى ديارهم، وأضاف: "الطلاب خائفون للغاية على مستقبلهم، ليس فقط بشأن مواصلة تعلم الموسيقي، ولكن أيضاً على حياتهم. إنهم لا يشعرون بالأمان في أفغانستان".
وأوضح الدكتور سارماست أن بعض موظفيه أخبروه بأن مقاتلي "طالبان" اجتاحوا مبنى المعهد، لكن لم يلحق به ضرر، حيث اتضح لاحقاً أن الصور التي تمت مشاركتها على وسائل التواصل الاجتماعي والتي يزعم أنها تظهر آلات يتم تدميرها، كانت مزيفة.
وكانت "طالبان" تبحث عن سارماست، وأخبره موظفو المعهد أن مسلحين في مقر المعهد ويقومون باستجواب الموظفين عن مكانه، وأنهم توجهوا إلى منزله في كابول ثلاث مرات. كما حاول مقاتلو الحركة الضغط على موظفيه للحضور إلى المعهد وتسليم المفاتيح، لكن سارماست يصر على أنه لن يتفاوض ويتواصل إلا مع كبار قادة "طالبان".
ولم يتم بعد التثبت من مدى صرامة قرار حظر الموسيقى أو اتساع نطاقه، ولكن هناك مخاوف من عودة البلاد إلى عام 1996 عندما حظرت "طالبان" معظم الموسيقى. وصدرت عقوبات قاسية لمن يقبض عليهم وهم يعزفون أو يستمعون إلى الموسيقى، وتم تدمير الآلات، واختبأ الموسيقيون، وتم تعليق أشرطة الكاسيت على الأشجار آنذاك.
الى ذلك، ذكرت "طالبان" أن حكومتها الجديدة ستكون أكثر حداثة وأقل تطرفاً هذه المرة، واعدة بالحرية للمرأة وسلامة موظفي الحكومة.
ولكن لم يوضح قادتها ما يعنيه ذلك من الناحية العملية، وكان هناك عدد من الحالات التي لم تكن فيها هذه الرسائل متسقة مع سلوك مقاتلي "طالبان" على الأرض.