وزير خارجية السّعودية يزور موسكو لبحث قضايا إقليميّة مُلحّة
13-01-2021 | 21:03
المصدر: النهار العربي

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان
يعقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو يوم غد الخميس، أول لقاء شخصي مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، لبحث القضايا الإقليمية الأكثر إلحاحاً.
وأكدت الخارجية الروسية في بيان نشرته، اليوم الأربعاء، أن الوزيرين خلال المفاوضات بينهما سيقومان بـ"ضبط الساعة" في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية الأكثر إلحاحاً، مع التركيز على الأهداف المتعلقة بتسوية النزاعات القائمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سياسياً وتكثيف جهود جميع الدول الإقليمية من أجل إحلال استقرار طويل الأمد في المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية على مستوى العالم، مع الالتزام بمبادئ احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وعدم التدخل في شؤونها.
وذكر البيان أن لافروف ونظيره السعودي سيحلّلان من هذه الزاوية الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق ولبنان ومنطقة الخليج، بالإضافة إلى ملف التسوية الإسرائيلية - العربية.
في سياق آخر، من المتوقع أن يؤكد الطرفان في المفاوضات القادمة سعيهما إلى تعزيز وتوسيع الشراكة بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي وصندوق الاستثمارات العامة السعودية اللذين سبق أن نفذا ضمن إطار منصة مشتركة مشاريع تزيد قيمتها الإجمالية عن 2.5 مليار دولار.
وأكدت الخارجية أن صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي يواصل العمل مع الهيئات السعودية المختصة على المسائل المتعلقة بإجراء المرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية للقاح "سبوتنيك V" الروسي ضد فيروس كورونا في أراضي المملكة وبدء إنتاجه هناك.
وشددت على أهمية الحفاظ على التنسيق الوثيق بين روسيا والسعودية بشأن الوضع في أسواق النفط باعتباره من العوامل الرئيسة لضمان التوازن بين العرض والطلب هناك.
وبحسب البيان، سيستعرض لافروف والأمير فيصل أفق تفعيل التعاون الثنائي في مجال الطاقة النووية وفي المجال الفضائي، وخاصة في ما يتعلق بتدريب رواد الفضاء السعوديين وإرسالهم إلى مدار الأرض.
وسيبحث الطرفان سير العمل المشترك على تعديل الأسس التعاهدية والقانونية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
الى ذلك، أشارت الخارجية في بيانها إلى أن حواراً منتظماً وذا مصداقية يربط بين موسكو والرياض على أرفع مستوى، مؤكدة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الملفات الثنائية والدولية الأكثر إلحاحاً في اتصالات هاتفية متعددة مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان العام الماضي.
وشددت على أن الاتفاقات المبرمة ضمن إطار هذه الاتصالات ترسم اتجاهاً عاماً للمضي قدماً في تطوير العلاقات الروسية - السعودية برمّتها، مضيفة أن موسكو تعير اهتماماً خاصاً إلى تطبيق القرارات التي تم تبنيها خلال زيارة الرئيس بوتين إلى المملكة في تشرين الأول (أكتوبر) 2019.
وأبدت الخارجية اهتمام روسيا بتوسيع وتنويع التبادل التجاري، مشيرة إلى أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع في فترة بين يناير وأكتوبر 2020 بمقدار 6% مقارنة مع الفترة المماثلة من العام الماضي وبلغ قرابة 1.4 مليار دولار، على الرغم من الظروف السلبية الناجمة عن جائحة فيروس كورونا.
وأكدت في البيان أهمية الدور التنسيقي الذي تضطلع به في هذا الصدد اللجنة الحكومية المشتركة السعودية الروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والتي عقدت آخر اجتماعاتها في الرياض في 19 كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
واختتم البيان بالقول: "ننطلق من أن زيارة وزير الخارجية السعودي لموسكو ستعطي زخماً إضافياً ملموساً إلى روابطنا متبادلة الاحترام والمنفعة مع المملكة، وستسهم في تهيئة الظروف الملائمة لتطبيع الأوضاع في المنطقة والعالم عموماً على أساس مستدام وطويل الأمد".