دحلان والبرغوثي يتصدّران من بعد الانتخابات الفلسطينية المقبلة
11-03-2021 | 13:48
المصدر: أ ف ب

مروان البرغوثي ومحمد دحلان
فيما يستعد الفلسطينيون لإجراء انتخاباتهم التشريعية والرئاسية الأولى منذ 15 عاما اتجهت الأنظار مؤخرا إلى قياديين يبدو دورهما حاسمًا في هذه المواجهة، لكن أحدهما منفي في الخارج والآخر معتقل في سجون إسرائيل.
يجسّد مروان البرغوثي القيادي الفلسطيني المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ نحو عقدين صورة البطل لكثير من الفلسطينيين بينما يؤيد آخرون القيادي المطرود من حركة فتح محمد دحلان الذي وفر وبشكل عاجل عدة آلاف من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا لقطاع غزة الفقير.
ومن المقرّر أن يتوجه الفلسطينيون في 22 أيار (مايو) المقبل إلى صناديق الاقتراع للانتخابات التشريعية، بينما ستجري الانتخابات الرئاسية في 31 تموز (يوليو.(
واتفق أكبر فصيلين فلسطينيين، هما حركتا فتح التي يترأسها الرئيس الفلسطيني محمود وعباس و"حماس" التي تدير قطاع غزة، في أيلول (سبتمبر) 2020 على تنظيم الانتخابات في غضون ستة أشهر.
لقاحات ومساعدات
شغل محمد دحلان (59 عامًا)، وهو من سكان مخيم خان يونس جنوب القطاع، سابقا منصب رئيس جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة الفلسطينية في قطاع غزة قبل أن تسيطر حركة حماس على إدارة القطاع في العام 2007 بعد فوزها في انتخابات 2006.
وبعد خروج رموز السلطة الفلسطينية من غزة، تصدعت علاقة دحلان بعد أن كانت وثيقة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن تدينه محكمة فلسطينية قبل نحو عقد بالفساد لينتقل للإقامة في الإمارات.
في مخيم خانيونس يمكن تمييز منزل عائلة دحلان حيث ولد من لونه الأبيض وسط منازل الطوب الرمادية.
وأطلعت عائلة دحلان الفخورة بابنها المنفي وكالة "فرانس برس" على شهاداته المدرسية التي تظهر تفوّقه في مجال التاريخ أكثر من التربية الإسلامية.
لكن الإنجاز الأبرز والأحدث يتمثّل في نجاحه الشهر المنصرم بإدخال عشرين ألف جرعة من لقاح سبوتنيك-في الروسي إلى قطاع غزة المحاصر، عن طريق مصر.
إلى جانب ذلك، تعمل مجموعات مؤيدة لدحلان على توزيع المساعدات الغذائية والقسائم الشرائية على المحتاجين من أهل مدينته.
وقال عمران (36 عاما) وهو عاطل عن العمل في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إنه تلقى مؤخرا مبلغ ثمانين شيكلا (24 دولارا) من أحد مؤيدي دحلان. ودفعه هذه المبلغ إلى حث أقاربه على دعمه.
أضاف: "المساعدات جيدة جدا في منطقتنا، نتواصل دائما مع التيار الإصلاحي (تيار دحلان) حتى يوفروا لنا ما نحتاج" .
في المقابل، أكدت آمنة الدميسي (29 عاما) أنها "تنتظر بفارغ الصبر للتصويت لفتح" .
وتتساءل "ماذا فعلت لنا حماس؟ هذه الانتخابات يمكن أن تأتي بنتائج تساعدنا على الأكل والشرب والعثور على وظائف".
من جهته، أشار الناطق باسم التيار الإصلاحي عماد محسن إلى أن التيار "يعمل منذ عشر سنوات على تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني بواسطة دحلان وبتمويل ورعاية الإمارات وغيرها من الدول العربية" .
كما أكد محسن أن هذه الجهود "كلّها تصب في خدمة الفقراء والبسطاء والمحتاجين والطلبة والمرضى".
غزة والضفة الغربية
تعمل الجماعات المقربة من دحلان بدون مشكلات تقريبا في قطاع غزة أما في الضفة الغربية المحتلة فالوضع أكثر توترا.
ففي الضفة الغربية التي احتلتها إسرائيل في العام 1967، شهدت الأشهر الأخيرة اشتباكات بين أنصار دحلان وقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية تطوّرت إلى أعمال عنف دامية في مخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين قرب نابلس.
وأدت تلك الأحداث إلى تعقيد جهود تبذلها الفصائل الفلسطينية لإصلاح الأمور وتشكيل قائمة مرشحين موحدة بين فتح وحماس لانتخابات المجلس التشريعي.
وقال الفرا "نهدف إلى تشكيل قائمة موحدة (...) لكن إذا لم يكن ذلك ممكنا فسنضع خططا أخرى"، مشيرا إلى إمكانية انضمام دحلان إلى معسكر مناهض لعباس.
أضاف: "لهذا نتفاوض مع مروان البرغوثي".
"مانديلا فلسطين"
تعتقل إسرائيل مروان البرغوثي (61 عاما) منذ نحو عقدين بعدما إدانته بالقتل خلال الانتفاضة الثانية. رغم ذلك، تظهر استطلاعات الرأي أن البرغوثي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة ويتم تشبيه تأثيره في بعض الأحيان بالقائد الجنوب إفريقي المناهض للفصل العنصري نيلسون مانديلا.
ويعد احتمال ترشح البرغوثي للانتخابات من خلف القضبان من بين أكثر الموضوعات السياسية التي يتم تناولها.
قبل عدة أسابيع قام عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" وأحد المقربين من الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ بزيارة قصيرة للبرغوثي في معتقله لمعرفة ما ينوي فعله بالنسبة للانتخابات.
وقال رائد البرغوثي ابن عم مروان في مقابلة مع "فرانس برس" في قرية كوبر، بإصرار إن "مروان لن يشارك في الانتخابات البرلمانية".
أضاف أن مروان يريد فقط المساهمة في تحديد مرشحي "فتح"، مشيراً إلى أن "احترام رأي مروان لن يجعله يدعم قائمة منافسة".
وعلى الرغم من أن عباس (85 عاما) لم يكشف عما إذا كان يريد الترشّح لولاية جديدة، إلاّ أن إحكام قبضته على فتح بات مهدداً.
وعدا عن دحلان، قال ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات القيادي البارز ناصر القدوة إنه "سيترشح للرئاسة الفلسطينية".
وأوضح المحلّل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب أن معسكر عباس "قلق من البرغوثي ودحلان والقدوة لأن كل صوت يحصلون عليه سيكون على حساب فتح وبالتالي يفيد حماس" .
وعلى عكس رائد، بدا مقبل البرغوثي واثقا من ترشح شقيقه مروان للرئاسة.
وقال "سيكون لدينا رئيس في السجن (...) وهذا سيجعل العالم يعرف كيف يعيش الفلسطينيون".